بمناسبة تدريب ميدو لنادى الزمالك -- مقال وعندك واحد ميدو وصلحه

ميدو لاعبنا الكبير المعتزل الملقب  بالعالمي هو بالفعل أسطورة حقيقية  جديرة بالدراسة ، ميدو الأسطورة اعتزل  تقريبًا مع إتمام عامه الثلاثين  ويبلغ وزنه حوالي 110 كيلوجرام ، في أخر ثلاث سنوات من حياته كلاعب, لم يلعب سوى ثلاث أو أربع مباريات، وبالنظر لرحلة  ميدو الكروية نجد أنه لم يلعب سوى حوالي 4 مواسم ناجحة ، موسمان بتوتنهام أحدهما جيد جداً, والأخر جيد ، وموسمان  بأياكس شهدا بداية تألقه, وربما نضيف لهم موسم لعبه لجنت البلجيكي في بداية رحلته الاحترافية المبكرة، بعدها بدأ ميدو في الانهيار, وقضاء أنصاف المواسم مع عدة فرق إلى أن تعاقد معه الزمالك بحوالى 7 مليون جنيه في الموسم, بينما طوله 188 سم وأقصى ارتفاع لقفزته 192 سم
ميدو أسطورة مصرية أصيلة ونموذج متكرر، النجاح اللحظي المبهر المعتمد على موهبة كبيرة, دون عمل دؤوب وخبرات متراكمة عبر سنين من الجهد, وهو ما ينتهي غالباً بتحقيق الصيت أكثر من أى شيء أخر ، ميدو أسطورة صنعها المصريون, بينما لاعب مماثل لميدو -حتى في الدول الأفريقية المتواضعة الإمكانيات - يعتبر تجربة فشل وإهدار للموهبة الكبيرة التي كان يمتلكها (واللى قعدت في يوم حد بحجم إبراهيموفتيش على الدكة)



فعلياً يوجد دول أفريقية أمثال غانا ونيجيريا لديها المئات من اللاعبين أمثال ميدو ، لاعبون لعبوا لفرق  متوسطة السمعة الأوروبية  بحجم توتنهام (أشهر وأكبر الأندية التي لعب لها ميدو) ثم بدأ مستواهم بالاضمحلال, وتنقلوا ما بين دوريات كالدوري الصيني, ودوريات الخليج التي يمكن أن يلعب بها لاعب صاحب اسم كبير أو لعب لنادى كبير يوما ما حتى لو بلغ من العمر أرزله أو لعب على كرسي متحرك
لا يمكن إنكار إن في أغلب دول العالم يوجد ظواهر النجاح المبهر السريع وغالباً ما ترتبط بجماهيرية واسعة ، إلا إننا في مصر والدول العربية  بشكل عام نبالغ في تمجيد أصحاب النجاح الواحد بشكل هيستيرى ، بينما قصص العمل الدؤوب والمثابرة والتطور بطيء Success Storyتبدو لنا ثقيلة الظل إلى حد كبير ، كذلك يملك الأخرين شجاعة التصريح  بـ"كان نجم بس راحت عليه", وبالتالى لا تتم معاملته من قبل كل أطراف المنظومة كنجم,  بل كشخص يحاول استعادة نجاحه الوظيفي وبالتالى عليه أن يقدم تنازلات للحصول على فرصة لإحياء مسيرته المتعثرة من جديد فالأجدر بالملاحظة إن ميدو تعاقد معه نادي الزمالك مقابل 7 ملايين جنيه في الموسم وهو في حاله فنية وبدنية يرثى لها ، والآن بعد اعتزاله يملي شروطه على إدارة نادي الزمالك لقبول الانضمام للجنة الكرة، باعتبار أن الملقب بالعالمي خبير ضليع بنظم الأندية الأوروبية حيث إنه يملك رصيدأ كبيراً من الفشل في استيعاب هذه النظم والاندماج فيها, خلال تجاربه مع عدد كبير من الأندية مما أدى للنهاية المبكرة لرحلته الاحترافية .

 
يتشابه ذلك كثيرًا مع سفه شركات الانتاج في التعاقد مع الفنانات المعتزلات، لدينا فنانة معتزلة منذ عشرات السنين مثل سهير رمزي، نجمة تجارية من زمن غابر (ولأسباب لا تتعلق بقدراتها الفنية ) تحاول العودة للمهنة فيدفع المنتج الملايين, لتخرج علينا بمجموعة أردية الرأس هى الأغرب منذ حرق عدد كبير من ساحرات العصور الوسطى، وفي النهاية يبقى السؤال هل كانت التجربة مربحة على الأقل ؟ أعتقد أن الاختفاء التام للفنانة يجيب عن هذا السؤال.
وهى إلى حد كبير نفس النظرية التى تأتى بالدكتور الجنزوري رئيسًا للوزراء, كلما تعقدت الأمور (إلى جانب التوافقات السياسية التي تقع خارج نطاق هذا المقال) ، السيد الدكتور كمال الجنزوري يتصدر سيرته الذاتية؛ إنه كان وزيرًا لـ"تخطيط" مصر لمدة 12عام متتالية ، فإذا كنت ممن تمتعوا بثمار تخطيط الدكتور الجنزوري لمصر وبخاصة العاصمة المخططة بعناية ، فأرجوك امنع الضحك والألفاظ المسفة ، فنحن تميزنا  باستحداث منطق يتلخص في أن عملك بمنصب رفيع ما, أو انضمامك لمؤسسة شهيرة يغني عن سؤالك عن إنجازاتك بالمنصب, أو المؤسسة تماماً ،ولذلك فبكل أريحية يمكنك أن تكتب في سيرتك الذاتية "أنا اشتغلت في كذا مؤسسة كبيرة ، وخربتها فيهم كلهم" فيتم قبولك في الوظيفة وسط تصفيق حار, مع ارتباط أزلى ما بين اسمك والمؤسسة التي عملت بها مسبقاً


نموذج ميدو متكرر في كافة المجالات ، فلدينا الكاتب الأسطورة صاحب المقال, أو الكتاب الواحد.  الواحد الذى أصبح مؤهلا للحديث عن التاريخ والصحة والفن والسياسة والأدب  بكل فروعه ، ولدينا ميدو المناضل الذي تصادف في رحلة بحثه عن ذاته, أنه اشترك بمظاهرة ما فتم القبض عليه ليومين لا ثالث لهما, فخرج مناضلًا تاريخيًا يسأله شباب المناضلين عن أشياء لم يقرأ عنها حرفاً, فيجيب من وحي تجربته العميقة ، ولدينا مطرب الأغنية الواحدة, وممثل الدور الواحد, أو الأدوار المتعددة ذات الأداء الواحد، فنحن من الدول القليلة التي تعطي لقب الفنان القديربالأقدمية, تماماً كموظفي القطاع العام ، والداعية ميدو الذي اشتهر بحلقات هداية الفتيات للحجاب,  بينما يتمحور نجاحه حول قدرته الفائقة على السهتنة والنحنحة والمواظبة على الجيم, وبعض الملابس الكاجوال المنتقاه بعناية فأصبح مرجعاً فقهياً وعلمياً ونجماً تليفزونياً


 
ألا إن أخطر ميدو يمكن أن يقابلك ، هو ميدو المؤسسة ، مؤسسات وشركات تمتلك قدرات هائلة, تبدأ بنجاح سريع باهريعقبه انطفاء أسرع وينتهي بتحقيق الـ"ولا حاجه" بينما تتعامل مع المؤسسات الأخرى ونظم السوق وما استحدث فيها بمنتهى التعالي المثير للشفقة المستند على سمعة النجاح الذي ذهب ولم يعد ، غياب تام لفهم الفرق ما بين "الجول بالكعب" والفوز بالمباريات, وإحراز الأهداف على مدار العام والبقاء في المنافسة كل عام
فلو كنت من محبي فقرة أفضل الأهداف ، ستجد دائماً أهداف اسثنائية , بل فضائية يحرزها لاعبون مغمورون تماما ، سيستمتعون بأسابيع من الشهرة وسيبتسم لهم الحظ ابتسامة سريعة, ثم لن يتذكرهم أحد على الأطلاق ، لأن نجاح رونالدو أو ميسى أو ابراهيموفيتش ، ليس في إحراز هدف رائع على الأطلاق ، لكن في القدرة على إحراز 40 أو 50 هدفاً بالموسم ، قليلها رائع للغاية وقد يكون أغلبها ليس بهذه الروعة على أقل تقدير، لكنها القدرة على تكرار ذلك في كل مواجهة وفي كل موسم

لهذا ولكل ما سبق واستناداً لجول ميدو لما رقّص 3 لاعيبه وفرش الواد الجون أرشح العالمى ميدو- يومًا ما- لتدريب المنتخب ، فإذا تعثرت  المفاوضات ، فلا مفر إذن من ترشيح الدكتور الجنزورى لرئاسة الوزراء, أو قيادة المنتخب ، لا يهم ، فالنتيجة واحدة على كل حال ..
لكن أرجوك لا تهز رأسك الكريم  بعدها في حسرة وتتساءل "هو احنا مش فالحين في حاجه ليه!"

¡Compártelo!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Buscar

 
مدونة القصص الترفيهية Copyright © 2011 | Tema diseñado por: compartidisimo | Con la tecnología de: Blogger